الجهاز الحديث الذي يغير علامات "الواي فاي" إلى طاقة كهربائية، ليس الأول من نوعه فقد كانت هناك مساعي سابقة (رويترز)
اخترع العلماء جهازا جديدا يمكنه تغيير علامات "الواي فاي" إلى كهرباء، الأمر الذي يفتح آفاقا حديثة في ميدان الشحن اللاسلكي ومصادر الطاقة البديلة.
وذكرت الكاتبة ميشيل ستار في تقريرها الذي أصدره موقع "ساينس آلرت" الأميركي، بأن ذلك الجهاز لا يجمّع علامات الواي فاي لاغير، بل يحولها إلى طاقة كهربائية يمكن استغلالها لشحن الأجهزة الإلكترونية دون الاحتياج إلى الاعتماد على الأسلاك أو البطاريات.
ويتكون ذلك الجهاز من هوائي يتضمن على أشباه موصلات تحوّل الموجات الكهرومغناطيسية إلى تيار كهربائي متواصل.
ويعتمد ذلك الجهاز الذي اخترعه معهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة مدريد التكنولوجيا، على هوائي ترددات المزياع الذي يلتقط الموجات الكهرومغناطيسية للتيار المتردد (مثل موجات "واي فاي" اللاسلكية).
ونوهت الكاتبة حتّى تلك الموجات تُنقل إلى أشباه الموصلات الثنائية الأبعاد، التي تحولها إلى تيار كهربائي متواصل، وتنتج ما يقارب 40 ميكروواط.
وبصرف النظر عن أن تلك الطاقة ليست كبيرة، فإنها كافية لتشغيل صمام ثنائي باعث للضوء أو الشرائح الكهربائية.
و نظرا لأن ذلك الهوائي يمتاز بالمرونة، فيمكن توزيعه على مساحات هائلة، أو استعماله في أجهزة ضئيلة محمولة مثل التليفونات المحمولة المتجاوبة.
وأضافت الكاتبة أن ذلك الجهاز الذي يبدل علامات "الواي فاي" إلى طاقة كهربائية، ليس الأول من نوعه، فقد ظهرت تلك الفكرة منذ مدة وواصل المهندسون تحديثها.
الجهاز الحديث لا يجمّع علامات الواي فاي لاغير، بل يحولها إلى طاقة كهربائية يمكن استغلالها لشحن الأجهزة الإلكترونية (رويترز)
المقوم هو السر
وعمد المهندسون تلك المرة إلى استعمال عنصر غير مشابه، وهو "المقوّم" الذي يضطلع بـ مهنة تغيير التيار المتردد إلى تيار متواصل.
وأثناء التجارب الماضية، صنعت المقومات الهوائية من مادة شبيهة بالسيليكون أو زرنيخيد الغاليوم، تعرف بصلابتها وتكلفتها المفرطة.
في المقابل، استخدم الفريق ثاني كبريتيد الموليبدينوم (MoS2) في صنع المقوم الهوائي المتجاوب، وهي مادة مكونة من ثلاث ذرات. وفي حال تفاعلها مع بعض المواد الكيميائية، تسبب تحولا بشكل متدرج بين أشباه الموصلات والمواد المعدنية.
وتعرف تلك التركيبة باسم "رابط شوتكي" -واحد من العناصر الإلكترونية المخصصة- حيث تحاكي مواصفات شبه الموصل المستخدمة في المقومات الهوائية الماضية، التي تعطي المهندسين هوائيا يمكنه تخفيض السعة الكهربائية غير المراد فيها ويعملبشكل سريع فائقة.
وأوضحت الكاتبة أن ذلك المقوم الهوائي يمكنه التقاط ترددات أعلى بكثير من المقومات المتجاوبة الأخرى التي لا يمكنها التقاط ترددات الغيغاهيرتز العاملة عن طريقها شبكة "الواي فاي".
وتحدث المهندس تسو خانغ من معهد ماساتشوستس للتقنية أن "ذلك التصميم مكّن الجهاز المتجاوب والسريع من تغطية أغلب نطاقات الترددات اللاسلكية المستخدمة من قِبل أجهزتنا الإلكترونية اليومية، بما في هذا الواي فاي والبلوتوث وشبكات الاتصالات الخلوية".
وذكرت الكاتبة أن ذلك الجهاز متدني التكلفة نسبيا، لهذا يمكن توظيفه في تطبيقات أكثر تطورا.
ووضح المهندس توماس بالاثيوس من معهد ماساتشوستس للتقنية ومركز أجهزة الغرافين وأنظمة ثنائية الأبعاد، "أننا قد يمكننا تحديث أنظمة إلكترونية تلتف بخصوص كوبري أو تغطي الطريق السريع بأكمله أو جدران مكتبنا، ونوظف الذكاء الإلكتروني فيجميع الأشياء من حولنا لادخار الطاقة".
المصرح بالخبر : مواقع إلكترونية (رويترز)
إرسال تعليق